الطريق العابر للصحراء.. ماذا ستجني تونس والجزائر من هذا المشروع الضخم؟ (فيديو)

أكد مدير مكتب دراسات و مهندس خبير في قيس الأراضي محمد صالح بوغديري خلال مداخلته في برنامج “ميدي ماغ “ على “ام اف ام” أن مشروع الطريق الرابط بين تونس،الجزائر ونيجيريا، ومالي والنيجر والتشاد. قائلا إنه مشروع جيوستراتيجي سيحرك العجلة الاقتصادية والمبادلات التجارية مع دول الساحل الافريقي ودول غرب افريقيا CEDEAO
كما أشار إلى أن الجزائر هي من ساهمت في بروز المشروع وتحريكه لتصبح بذلك الجزائر وتونس مربوطتان بأربع عواصم إفريقية.
وأضاف ضيف ‘ميدي ماغ’ اليوم الاثنين 01 نوفمبر 2021 أن الجزائر أنفقت 2.6 مليار دولار على حصتها من الطريق العابر للصحراء الذي يربط بين 6 دول موزعة على ثلاث مجموعات اقتصادية افريقية وكان من المنتظر أن يكون مضاعفا بخط أنابيب يسمح بتصدير الغاز النيجيري عبر موانئ الجزائر نحو أوروبا خصيصا، ونحو سائر دول العالم بصفة عامة، هذا بالإضافة إلى إنجاز خط للألياف البصرية يربطها بنيجيريا، مع تحويله تدريجيا إلى طريق سيارة.
ولكن تبخر مشروع مضاعفة الطريق بخط أنابيب غاز نيجيريا بعد أن افتكت المغرب هذا المشروع الضخم لفائدتها.
أما بالنسبة للمبادرات التجارية الهامة التي ستقوم بها تونس والجزائر ، أكد بوغديري أن الطريق العابر للصحراء سيشكل محورا رئيسيا في تنشيط التجارة ورواقا اقتصاديا تعتمد عليه الجزائر مستقبلا مشيرا إلى أن تونس والجزائر ستكونان منطقة مبادرة تجارية هامة تساهم في النهوض بالاقتصاد التونسي والجزائري .
وتوقع متحدث ‘ميدي ماغ’ أن يفتح الطريق آفاقا جديدة لكل من تشاد ومالي والنيجر لولوج الموانئ التونسية والجزائرية بإمكانيات كبيرة، خاصة إذا سرعت تونس في إنجاز ميناء النفيضة ووسعت وعصرنت باقي الموانئ في قابس وجرجيس .
وحول أهمية الطريق قال مدير مكتب الدراسات و المهندس محمد صالح بوغديري إن “الطريق العابر للصحراء مشروع جيو إستراتيجي سيجعل من بلادنا البوابة الشمالية الرئيسية نحو السوق الأفريقية مستقبلا، خاصة بعد استكمال إنجاز مشروع الطريق السيار ابتداءا من قفصة جلمة ثم القيروان تونس وليس العكس.
وتم التأكيد في ذات الحوار على أن الطريق العابرة للصحراء يعد أوّل مشروع أفريقي، من نوعه، يعنى بالبنية التحتيّة للطرقات بالقارّة الإفريقية، ويتنزل في إطار 9 طرقات رئيسية وذكر أن نسبة التعبيد تصل إلى حوالي 80 بالمائة حيث قال بوغديري أن مشروع الطريق العابر للصحراء سجل نسبة تقدم تقدر حاليا بأكثر من 90 بالمائة.
كما أشار ضيف ‘ميدي ماغ’ اليوم الاثنين 01 نوفمبر 2021
إلى ضرورة التسريع في بعث مناطق مبادلات تجارية حرة في كل من حزوة-توزر وبوشبكة-القصرين استعدادا لهذا المشروع الضخم.
واعتبارا لشح مواردنا المالية ومديونيتنا، انتقد الجهات المسؤولة في تونس بدءها في اجراءات إنجاز الطريق السيارة في جزءه الأول من تونس إلى الفحص دون اعتبار وجود الطريق السريعة Route express الرابطة بين الفحص وتونس في حين كان على المسؤولين أن يعطوا الأولوية القصوى لطريق حزامية حول الفحص وأن يسارعوا بإنجاز الطريق السيارة بدءا من المناطق الجنوبية المهمشة(قفصة والقصرين) باتجاه العاصمة وليس العكس وهذا عملا بمبادئ التمييز الإيجابي واعتبارا لضرورة الاستعداد الأنجع للطريق العابر للصحراء.
وذكر السيد محمد صالح بوغديري مثالا لهذا الخطأ الفادح الذي لا يجب أن يتكرر خطأ آخر قاموا به المسؤولين على هذا القطاع ويتمثل في عدم استغلال الطريق السيار الجزائرية الجاهزة منذ 12 سنة والتي تنتظر فقط ربطها من الجانب التونسي وهذا ما لم تقم به تونس إلى حد هذا اليوم. فعوضا أن تبدأ في إنجاز الطريق السيار من الحدود نحو العاصمة قامت بالعكس.