تونسيون عائدون من أوكرانيا يروون تفاصيل إجلائهم
كان قرارنا جماعيا بمغادرة مدينة “دينبرو” الواقعة جنوبي شرق أوكرانيا رغم أنها الأكثر حماية مقارنة بباقي المدن الأوكرانية التي تشهد احتداما للحرب الدائرة هناك، بهذه الكلمات تحدثت الطالبة التونسية سليمة القضقاضي العائدة ضمن رحلة اجلاء على متن طائرة للخطوط التونسية وصلت فجر اليوم الاثنين الى مطار تونس قرطاج وأمنت عودة 73 تونسيا.
وأضافت المتحدثة لوكالة تونس افريقيا للأنباء، ان تلاحم مشاعر الخوف مع الوحدة بين أبناء الجالية التونسية كان سببا في نجاح عملية الاجلاء ذلك أن التواصل اليومي بين أفراد الجالية وربط الصلة في ما بينهم خلال الأيام الأولى لاندلاع الحرب سهلت مسار تنظيم رحلة المغادرة خارج أوكرانيا وهو ما مكن من تأمين وصولهم الى رومانيا.وقطعت هذه المجموعة من التونسيين أكثر من 1500 كلم في الأراضي الأوكرانية خلال رحلة ضمت 5 حافلات واستمرت على مدى يومين من أجل الوصول الى رومانيا، وفق الطالبة سليمة القضقاضي التي قالت إن “هذه الرحلة كانت مرهقة جدا حيث كان علينا السير على الأقدام لمسافة 7 كلم من أجل الدخول الى عمق رومانيا”.
وذكرت أن هذه الرحلة بلغت في بادئ الأمر نصف الطريق باتجاه بولونيا، قبل أن يتقرر تغيير اتجاهها نحو رومانيا، موضحة أن قرار تغيير الوجهة الى رومانيا جاء خشية من منعهم من عبور الحدود البولونية بعد رواج تقارير تتحدث عن منع دخول لاجئين من بعض الجنسيات إلى التراب البولوني.
وتابعت القول “ما ان بلغنا الحدود الرومانية حتى سارع ممثلو المجتمع المدني الروماني ومنظمات الاغاثة والمتطوعون بتوفير أعلى درجات الاحاطة والاعانة لكل الفارين من أتون الحرب الدائرة في أوكرانيا”.
وأكد الطالب جوهر قاسم الذي كان ضمن هذه الرحلة، ان المتطوعين الرومانيين وفروا لهم حال وصولهم المؤونة والغطاء وكل المستلزمات الضرورية كما خصصت السلطات الرومانية مبيتا لأبناء الجالية التونسية، معبرا عن أمله في العودة القريبة الى أوكرانيا من أجل اتمام دراسته بها.
وشدد على ان جل التونسيين المقيمين بأوكرانيا يعانون منذ اندلاع الحرب، من تعب نفسي وأرق جراء الخوف من تعرضهم لمخاطر محدقة بحياتهم، مؤكدا أنه لم يخلد الى النوم سوى ل 3 ساعات خلال الأربعة أيام الماضية.
وقال وهو يتوسط أفراد عائلته الذين قدموا لاستقباله بالمطار “عشنا ظروفا صعبة خلال الأيام الماضية ومن حسن حظي أني مقيم بمدينة دينبرو التي لم تشهد توسعا للحرب”.