منظمات وطنية : نرفض بشكل قاطع لهجة التهديد المعتمدة في خطاب وزير الداخلية ..

اعتبرت منظّمات وجمعيات وطنية، في بيان مشترك، الأربعاء 8 مارس 2023، أنّ خطاب وزير الداخلية، على هامش زيارته إلى مدينة بنقردان، يوم أمس، “تخويني رث”، إضافة إلى أنّه “يضع الجميع في سلّة واحدة ويحرّض على الأجسام الوسيطة في استعادة لخطاب شعبوي خطير يبشر بالدولة البوليسية ويقفز على نضالات عقود في بناء الدولة المدنية الديمقراطية” مشيرة الى أنّ “تصريح وزير الداخلية خارج السياق السياسي للمناسبة، والذي عوض أن يكرسه لخطاب الوحدة والتماهي بين كلّ التونسيات والتونسيين في سبيل مزيد الالتفاف ضدّ الإرهاب ثقافة وممارسة من أجل هزمه نهائيا، نراه يجنح لخطاب تقسيمي فئوي يحتكر الوطنية ويسحبها من أغلب القوى التي تصدت للإرهاب وثقافته التي عششت لسنوات في المجتمع التونسي”.
كما عبّرت الجمعيات والمنظمات عن رفضها بشكل حاسم تدخّل وزير مهمته حماية أمن وسلامة التونسيين والتونسيين في تقييم أداء الإعلام والنقابات والأحزاب السياسية، داعية إياه إلى الانكباب على تحسين أداء وزارة لها سجل سيء في قمع الحريات الفردية والعامة، ومازالت تتهم بقمع الحركات الاحتجاجية والشبابية والرياضية، وتكرّس الإفلات من العقاب في جرائم تعذيب وقتل خارج إطار القضاء.
وشدّدت أيضا على رفضها بشكل قاطع ومبدئي لهجة التهديد والتخويف التي وردت على لسان الوزير، قائلة إنّه “ذكرتنا بخطاب سابقيه تحت ديكتاتورية بن علي وفي العشرية الماضية”، كما أكّد أنّ احتكار “مؤسسته للعنف الشرعي وامتلاك آليات التنصت ومراقبة التونسيات والتونسيين حتى في حياتهم الخاصة”، لا تعطيه الحقّ في التهجم على القوى الحية في بلادنا والتحريض عليها في الوقت الذي مازالت تعاني فيه تونس دولة وشعبا من تصريحات مشابهة متسرعة وغير مسؤولة جعلتنا نوصم بالعنصرية أمام كل شعوب العالم”، وفق نصّ البيان.
وقد قدّرت الجمعيات والمنظّمات أنّ هذا “التصريح يقفز على حقائق ثابتة ومعطيات موثقة مفادها أنّ القوى الحية للمجتمع التونسي إعلاما ونقابات ومجتمع مدني وسياسي هي الحاضنة الرئيسية لمعركة التصدي للإرهاب في تونس ودفعت من أجله ضريبة غالية من التحريض والتعنيف والحصار والتهديد بالتصفية وصولا إلى اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي”.