خبراء : “حساء صيني” يمكن أن يزيد من فرصك في التغلب على السرطان!
كشف خبراء عن حالة مريض اسمه، ريتشارد جونز، كان يستعد لعملية زرع الخلايا الجذعية لعلاج السرطان قبل عامين، ولكن عُرض عليه علاج جديد وغير معتاد.
وأظهرت اختبارات أن أمعاءه كانت مستعمرة بكتيريا مقاوِمة لمضادات الحيوية، ما يعرضه “لخطر كبير جدا” هو الاصابة بعدوى خطيرة في الدم.
وهذا شائع بين أولئك الذين تناولوا دورات متعددة من مضادات الحيوية (بما في ذلك مرضى السرطان)؛ فبينما تنقذ هذه المضادات الحياة من العدوى، تقضي هذه الأدوية أيضا على البكتيريا “الجيدة” في الأمعاء، ما يسمح للبكتيريا المقاومة لمضادات الحيوية بالنمو.
وهذا يعني: على الرغم من أن عملية زرع الخلايا الجذعية لعلاج ابيضاض الدم لريتشارد – والتي تتضمن استبدال خلايا الدم التالفة بأخرى سليمة من متبرع – كانت فرصة نجاحها هي بنسبة 80٪، إلا أن العدوى بعد ذلك قد تكون قاتلة.
لذلك سأله أطباؤه عما إذا كان يريد تجربة علاج تجريبي – يُعرف بالعامية باسم “الحساء الصيني” – وكانوا يأملون ألا يوقف البكتيريا المقاومة للأدوية من التسبب في العدوى فحسب، بل أن يساعده أيضا على التعافي من السرطان وتقليل فرصة عودته. وكان “الحساء” مليئا بالبكتيريا الجيدة المستخرجة من أنبوب متبرع صحي تم فحصه.
ويُعرف طبيا بزراعة الجراثيم البرازية (fecal microbiota transplantation-FMT)، وهو نهج أصبح شائعا بشكل متزايد لدى مرضى السرطان – ومتوفر أيضا في شكل أقراص. (تم استخدامه لأول مرة في الصين في القرن الرابع، ومن هنا أطلق عليه اسم “الحساء الصيني”).
كان ريتشارد واحدا من بين 20 مريضا (11 مصابا بالسرطان، وتسعة أصيبوا بعدوى متكررة في المسالك البولية) أُعطي علاج FMT كجزء من تجربة في إمبريال كوليدج لندن.
ويتذكر قائلا: “لم تكن تلك تجربة ممتعة طبعاً. كان لدي حقنة شرجية لتنظيف جهازي أولا، ثم تم وضع أنبوب كبير في أنفي ولأسفل إلى بطني – وتم تمرير “الحساء” من خلاله”. ويبلغ عمر ريتشارد 62 عاما، وهو متزوج ولديه ولدان بالغان.
ويضيف ريتشارد، الذي يعمل في وسائل الإعلام ويعيش في الجنوب الشرقي: “لكن الأمر انتهى بسرعة كبيرة وبعد الزرع تمكنت من مقاومة أي عدوى أصبت بها، وأنا الآن في حالة تعافٍ من السرطان”.
من الصعب إثبات ما إذا كانت هذه المعاملة هي التي أحدثت الاختلاف.
لكن يبدو أن الأمر أكثر من مجرد مصادفة لأن جميع مرضى السرطان الذين أصيبوا بمرض FMT في نفس الدراسة كانوا أقل عرضة للإصابة بعدوى خطيرة في الدم، وأقل احتمالية لاحتياجهم لمضادات حيوية للعدوى التي يصعب علاجها وقضوا وقتا أقل في المستشفى، وفقا للنتائج المنشورة في مجلة Clinical Infectious Diseases في عام 2020.