استُشْهِدَ في مثل هذا اليوم : من هو الفاضل ساسي؟
استشهد الفاضل ساسي شهيد انتفاضة الخبز في مثل هذا اليوم من سنة 1984 وهو من مواليد 8 سبتمبر 1959 بحي شعبي من أحياء العاصمة.
زاول الفاضل ساسي دراسته الابتدائية بمدرسة “كتّاب الوزير” ثم الثانوية بالمعهد الصادقي بالعاصمة وكذلك الجامعية بكلية الآداب 9 افريل، ثم باشر التدريس كأستاذ لغة عربية بتبرسق، وينتمي الى عائلة من وسط شعبي وكان لوالده مسؤوليات نقابية بالاتحاد العام التونسي للشغل.
شارك في البطولة المدرسية العالمية لكرة القدم في ايرلندا سنة 1977 كما تحصل على شهادة مسعف من الهلال الأحمر التونسي.
كان الفاضل ساسي قياديا في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس وناشط في صفوف النقابة الوطنية للتعليم الثانوي ومن مؤسسي حركة الوطنيين الديمقراطيين كما انه كان شاعرا ثوريا له عديد القصائد التي نشرها له الاتحاد العام التونسي للشغل في مجموعته الشعرية ” وقدري ان ارحل” وهو مقطع من قصيدة كتبها3 أيام قبل وفاته والتي تم حجزها ولم تر النور الّا بعد سقوط نظام بن علي في 2011.
في يوم 3 جانفي 1984 عقد الفاضل ساسي اجتماعا طلابيا ضخما بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس انضمّ اليه طلبة مختلف الكليات والمعاهد ليتجاوز العدد 6 الاف طالب أمام إصرار حكومة محمد المزالي انذاك على عدم التراجع في قرار الزيادة في سعر الخبز زادت وتيرة الاحتجاجات الشعبية الرافضة للزيادة بداية من 01 جانفي 1984.
وقرر المجتمعون التوجه الى قلب العاصمة مرورا بالأحياء المحيطة بالمركب الجامعي والتي لم يتردد سكانها في الانضمام اليها شيبا و شبابا ونساء لتتحول المسيرة الطلابية الى مسيرة شعبية ضخمة سارت عبر الانهج و المفترقات في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة.
كان فاضل ساسي أحد قيادات المسيرة وكان يحث الجميع على التقدم وعدم الخوف من التعزيزات الأمنية المكثفة التي بدأت تظهر بزيادة اقتراب المتظاهرين من شارع الحبيب بورقيبة وبوصوله إلى مفترق (نزل الهناء الدولي حاليا) تم استهدافه من طرف عون أمن كان مشهرا سلاحه الفردي ولا يبعد عنه سوى 30 او 40 مترا تقريبا ليتلقى رصاصة مباشرة في صدره أسقطته أرضا .
وقد كان المصور الفوتغرافي الحبيب هميمة لحظتها بصدد التقاط صور المظاهرة من مكتب أحد المحامين الموجود قبالة مفترق شارع باريس ووثق إصابة الفاضل ساسي وسقوطه ب3 صور.
حاول والد فاضل ساسي الحصول على جثة ابنه من المستشفى الا أنه منع من ذلك واشترطت عليه السلطات ان يتم تغسيله بالمستشفى وأن تحضر عائلته المصغرة فقط الى مقبرة الجلاز يوم 7 جانفي 1984 موعد دفنه إلا أن خبر وفاته وموعد دفنه سرعان ماانتشر بين الطلبة الذين حضروا بأعداد غفيرة للمقبرة صاحبها حضور مكثف لأعوان الامن بالزي الرسمي وبالزي المدني مع وجود مروحية عسكرية صاحبت عملية الدفن وبقيت تحوم حول المقبرة الى حين مغادرة الجميع.